كلام منطقي موزون وسليم مبني على العقل لا على العواطفadmin كتب: ↑منذ 5 سنواتخاشقجي نفسه دخل إلى السفارة السعودية في واشنطن و خرج منها سالما، قبل وفاته بفترة.
عائشة المرزوق تحدثت مع السفير السعودي بالسويد (ربما داخل السفارة؟).
إذا على الحكومة السعودية، فهي تود أن تقطّع كل مواطن سعودي لا يعبدها بالمنشار. لكن لكل جريمة ثمن.
كلنا نعرف الآن ثمن الجريمة التي ارتكبتها السعودية ضد خاشقجي. انهيار مؤتمر دافوس الصحراء. هروب الاستثمارات الأجنبية من السعودية. مئات المليارات اقتُطعت من المكاسب، و مئات المليارات زادت على الأتاوة التي تدفعها السعودية للدول القوية، و المستقبل الاقتصادي أصبح مظلما. تلطيخ سمعة السعودية و ولي عهدها. تذلل السعودية (العظمى) لقطر (الصغيرة جدا جدا جدا) لكي توافق على إعادة فتح منفذ سلوى. إهانة وزيرة الخارجية السعودي مرتين في الدوحة و رفضُ مقابلته. كل هذا لمقتل معارض واحد.
كل مجرم يحسبها قبل أن يرتكب جريمته. فيوازن بين المكاسب المحتملة و الخسائر المحتملة.
أعرف سعودية ملحدة معلنة بالاسم و الصورة، دخلت إلى السفارة السعودية لتصديق وكالة. و قد تم معاملتها كأي مواطنة. طبعا كانت صديقتها تنتظرها عند باب السفارة احتياطا لكي تبلغ الشرطة لو لم تخرج.
و أعرف سعودية دخلت السفارة السعودية في بلد آخر. و كان جوازها فيه ما يدل بشكل غير مباشر على أنها طالبة لجوء. فسألها موظف "لماذا؟" فأجابته "أنا هنا لتصديق وكالة" و لم تجبه على سؤاله. و مرت الحادثة بشكل طبيعي. طبعا كانت هي قد هيأت صديقاتها للموضوع ليتصلوا بالشرطة في حال عدم خروجها من السفارة.
و أعرف سعودية دخلت السفارة السعودية ببلد آخر لتصديق وكالة. و كانت صديقتها تنتظر بالخارج لتبلغ الشرطة لو لم تخرج من السفارة. الموظفون في السفارة كانوا أنذال، فعندما شاهدوا على جوازها ختما يدل على أنها حاصلة على جواز آخر قالوا لها نعلم أنك لاجئة. بل اتضح من كلامهم بأنهم يجمعون المعلومات عنها. و رفضوا مساعدتها قائلين "لا نعتبرك مواطِنة". فأفحمتهم بالقول "أصلحوا القوانين التي كانت تقمعني في السعودية، و سأعود بعدها فورا". في اليوم التالي تعرضت صديقتُها إلى ما يشبه محاولة اختطاف، و تم إبلاغ الشرطة لكن لم تُعرف هوية الفاعلين.
هذه القصص الثلاث حدثت قبل اغتيال خاشقجي، أي قبل لجم الاستخبارات السعودية بسبب الفضيحة العالمية.
الفكرة:
1- هل السعودية تقطّع اللاجئ بالمنشار بمجرد دخوله إلى السفارة السعودية؟ هي تود ذلك. لكن لكل جريمة مكاسب و خسائر محتملة. و لا يبدو أن السعودية تعتبر المكاسب المحتملة من اغتيال اللاجئين العاديين أعلى من الخسائر المحتملة فيما لو تم إبلاغ الشرطة عن اختفائهم خصوصا في البلدان القوية. لكن بالنسبة لمعارضين مثل عمر بن العزيز، فيبدو أن السعودية حاولت فعلا استدراجه للسفارة السعودية بأوتاوا من أجل اغتياله لأنهم يعتبرون اغتياله مكسبا كبيرا.
2- من يغامر عليه أن يتحمل المسؤولية. فالمغامرة يمكن أن تنتهي بمكسب أو خسارة. نحن نتحدث عن احتمالات و ليس عن نتائج حتمية.
3- إذا قرر اللاجئ أن يدخل سفارة سعودية، فعليه أن يأخذ الاحتياطات و أقلها أن يكون معه مرافق ينتظره خارج السفارة.
4- التعامل الذي سيلقاه اللاجئ لو دخل السفارة يعتمد على الحظ. و يعتمد على الأدلة التي تشير إلى أنه فعلا طالب لجوء أو لاجئ. و ربما يختلف من سفارة لسفارة، أو من شخص لآخر. أؤكد لكم: بعض موظفي سفاراتنا يتمنى أن يفعل كل ما فيه مصلحة المواطن السعودي حتى لو كان لاجئا، لكن هذا الموظف عليه ضغوط من الأعلى. لذلك فإن حظك يرتفع لو لم يكن في جوازك ما يثبت أنك طالب لجوء أو لاجئ. فحتى لو كان الموظف يعلم أنك معلن على تويتر، فهو ربما يتظاهر بأنه لا يعلم.
5- على الأرجح، و كما بدا واضحا بعد اغتيال خاشقجي، فإن السعودية يديرها صِبية يحاولون إظهار أنفسهم كفتوّة الحارة. لذلك أحيانا ينزعج موظفو السفارة عندما يأتيهم اللاجئ و يدخل إلى عندهم ثم يخرج سالما. هذا الأمر يحسسهم بأنهم "ذباب" عاجزون عن إرهاب المواطن. لذلك ربما يحاولون تخويفك إو إهانتك أو إيذاء مشاعرك. فإن فعلوا ذلك فهو دليل على عجزهم و إفلاسهم.
6- لا تترك أخطاءهم تمر بلا عواقب. إذا قال لك "لا نعتبرك مواطنا" قدم شكوى عليه عند الديوان الملكي بالإنترنت أو الفاكس. إذا أهانك أو هددك، قدم شكوى عليه عند شرطة بلد اللجوء.
7- قلنا أن أكثر ما يزيد المخاطر ضدك هو أن تكون معارضا كبيرا. أما ثاني شيء يزيد المخاطر ضدك فهو أن تدخل للسفارة و أنت خائف. خوفك يشجع اللئام على التمادي ضدك. إن كنت ستدخل لسفارة سعودية فادخل كأي مواطن آخر. و لو، في أسوأ احتمال، حاول أحد أن يعتدي عليك فإن أفضل ما يمكنك أن تفعله هو أن تذكره بأن خسارته ستكون كبيرة جدا، و تكون الصيغة تبدأ ب "لا" الناهية، مثلا (لا تتهور و ترتكب جريمة بعدها تدخل السجن و تخسر حياتك و أهلك أو يضعون اسمك على الإنتربول).
بس زي ماقلت في النقطة 2 المغامرة مش كويسه الا في احلك الظروف